الشيخ عبدالرحيم الركيني في سؤال وجوب حول مشروعية الإحتفال بمولد الرسو(ص)


نعم نحتفل بميلاده صلى الله عليه وسلم
فضيلة الشيخ/عبدالرحيم الركيني
س1: ما معني الإحتفال؟
هو التعبير عن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم، والفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرءان من قوله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا" قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. والفرح به صلى الله عليه وسلم يكون طول العام ولكن يشتد في أيام ميلاده صلى الله عليه وسلم.
س2: ما هي البدعة الضلالة؟
البدعة هي المحدث، قال صلى الله عليه وسلم: فإن كل محدثة بدعة.
س3: ما هو المحدث؟
المحدث هو المنهي عنه شرعاً ولا يشمل المسكوت عنه، قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد، وروى الدارقطني وفي الأربعين النووية قال صلى الله عليه وسلم: وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها. وليس هنالك نهي عن الاحتفال، إذن ليس بدعة.
س4: هل في الشرع بدعة حسنة؟
نعم روى مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة عُمل بها بعده، كُتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيئاً. معنى عُمل بها بعده: لم يسبقه عليها أحد من العالمين. وروى البخاري أن سيدنا عمر رضي الله عنه جمع صلاة التراويح خلف إمام واحد، ثم قال: نعم البدعة هذه. ونحن الآن بل وجميع المسلمين نصلي في أواخر رمضان صلاة التهجد بعد التراويح وفي جماعة، ولم يفعل هذا جماعة من الصحابة، ولكن تبعاً لقول سيدنا عمر رضي الله عنه نعم البدعة هذه.
س5: هل القرءان يعظم أيام ميلاد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟
نعم يعظمها، قال تعالى عن يوم ميلاد سيدنا يحى عليه السلام: "وسلام عليه يوم ولد" وقال تعالى عن ميلاد سيدنا عيسي عليه السلام على لسانه: "والسلام علي يوم ولدت" إذن فأولى تعظيم ميلاد إمام المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
س6: هل هنالك شك في تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا يوجد شك في هذا التاريخ، قال جمهور العلماء إن أصح الروايات إسناداً أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الأثنين ثاني عشر ربيع الأول لعام الفيل.
س7: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم يوم ميلاده؟
نعم، روى مسلم: سئل صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين فأجاب صلى الله عليه وسلم قائلاً: ذاك يوم فيه ولدت. أخي المسلم لا تتجاهل قدر هذا اليوم قال تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"
س8: هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك الصدقات والذكر والعلم في يوم الأثنين، يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم؟
لا حاشاه صلى الله عليه وسلم، بل كان يكثر منها صلى الله عليه وسلم.
س9: هل ذبح النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرى ميلاده بعد أن أتته الرسالة وجمع الصحابة للطعام؟
نعم، أورد البيهقي وحسنه السيوطى عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقَّ عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عقَّ عنه في سابع ولادته صلى الله عليه وسلم، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ولكن هذا لتشريع الذبح أو الصدقات في مثل هذا اليوم.
س10: هل نخالف اليهود والنصارى في تعظيم الأنبياء والرسل عليهم السلام؟
نحن أولى بالأنبياء والرسل عليهم السلام منهم، جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسي شكراً فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحق وأولى بموسي منكم، فصامه وأمر بصيامه، لكنه لم يقل صلى الله عليه وسلم اتركوا عاشوراء وخالفوا اليهود، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان العام القادم صمنا ما قبله، بمعني استقبلنا عاشوراء بصيام اليوم الذي قبله ثم صمناه. فعظمه صلى الله عليه وسلم أكثر مما كان يعظمه اليهود. وبالتالي نحن أولى بعيسى منهم وأولى بنبينا صلى الله عليه وسلم منهم.
س11: هل الإجتماع للعلم والذكر ثابت شرعاً؟
نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال حِلَق الذكر، وفي رواية حِلَق العلم. وان ساحة المولد مملوءة بالذكر ومملوءة بالعلم متمثلاً في قصة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك" إذاً ساحات المولد رياض جنة وتثبيت إيمان، فاتركوا الاختلاط ما استطعتم.
س12: هل الصحابة رضي الله عنهم مدحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي الشريف؟
نعم، وكان ذاك في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، جاء في صحيح مسلم قول حسان بن ثابت لسيدنا عمر وهو يمدح في المسجد النبوي الشريف: كنت أمدح وفيه من هو خير منك، ولم يقصد سيدنا عمر الإنكار إنما يقصد التأصيل لهذه الفعلة المباركة، فقال حسان: أنشدك الله يا أبا هريرة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نافح عني يا حسان إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله؟ إذا جاز المدح في المسجد النبوي الشريف فأولى بقية المساجد بالجواز.
س13: هل ضُرب الدف –أي الطار– في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نعم، جاء في صحيح البخاري: ضرب الدف في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدح به أهل بدر، وصوت الدف –أي الطار– يهز ويرز في المسجد النبوي الشريف، وفى حياته صلى الله عليه وسلم.
س14: هل الصحابة والسلف الصالح تتغير أحوالهم ويبكون عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نعم، كانوا يبكون عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. أورد القاضي عياض واخرج بن عساكر: خرج عمر بن الخطاب ليلة يحرس، فسمع عجوزاً تنشد شعراً في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عمر يبكى. واخرج ابن سعد أن ابن عمر يبكى كل ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى ابن سعد أن أنس يبكي عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال
مالك: كنت آتى عامر بن عبد الله بن الزبير, فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع. وكان قتادة -المفسر- يأخذه العويل -أي البكاء بشده- عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه أحوال سلفنا الصالح عند ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم شعراً ونثراً. فكل هذه من أفعال الفرقة الناجية الصحابية عليهم رضوان الله تعالى.

س15: ما هو رأي ابن تيمية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
قال ابن تيمية: فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية.


فيس بوك
0تعليق

0 تعليق:

ملاحظاتكم تجعلنا نتقن أكثر

تعليقات الفيس بوك