التبروقه والابريق
التبروقه |
الابريق |
مترادفات عند الصوفيه.
ﻻتزكر التبروقه اﻻوزكر معها اﻻبريق.
التبروقه هي مصﻻيه مصنوعه من السعف علي شكل دائري اومستطيل احيانا،
لها مكانه عندالصوفيه فكم وكم تلززوا بلحظات الزكر واﻻوراد جلوسا عليها وكم جردوا الﻻلوب علي ظهرها وقاموا الليالي تهجدا ركوعا وسجودا.
وفي تراثنا السوداني
ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻟﺤﺴﻦ ﻧﺠﻴﻠﻪ :
****
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻋﻠﻰ ) ﺗﺒﺮﻭﻗﺔ ( ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ .
ﻭﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﺟﻠﻮﺳﺎً ﻋﻠﻰ ) ﺍﻟﺒﺮﻭﺵ ( ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻣﻌﻬﻢ .. ﻭﻳﺼﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﻭﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ..
ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺻﻮﺕ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻳﻐﻨﻲ :
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﺃﺑﻘﺎﻟﻲ ﺷﺎﻫﺪ !
ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺷﻮﻗﻲ ﻭﺟﻨﻮﻧﻲ !
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ .. !
ﻭﻳﻨﺼﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﻳﺔ ﻟﻠﻴﻞ .. ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻤﻪ ﺗﻌﺒﺪﺍً ﻭﺗﻬﺠﺪﺍً ﻭﺗﻼﻭﺓ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ .. ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺳﺎﺋﻼً .. ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻨﻲ ﻟﻠﻴﻞ ؟ .. ! ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﺮﺏ ﺍﺳﻤﻪ ) ﻛﺮﻭﻣﺔ ( .. ﻭﻳﺼﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﻠﻴﻼً .. ﺛﻢ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼً .. ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﻣﺸﻜﻮﺭﺍً .. ﻭﻳﺨﻒ ﺑﻌﺾ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻐﻨﻲ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﺮﺱ ..
ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ) ﺍﻟﺴﺒﺎﺗﺔ ( ﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻷﺧﺮﻯ .. ﻭﻭﺻﻞ ﺭﺳﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻭﻫﻤﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﻛﺮﻭﻣﺔ .. ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﻥ .. ! ﻭﻳﻔﺰﻉ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﻳﻀﻄﺮﺏ ﻭﻳﺤﺎﺭ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻛﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎ، ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻣﺸﺠﻌﺎً : ﺳﺄﺫﻫﺐ ﻣﻌﻚ، ﻭﻧﻬﻀﺎ .. ﻭﻳﺨﺐ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺃﻣﺎﻣﻬﻤﺎ .. ﻭﻳﺒﻠﻐﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻳﻨﺤﻨﻲ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻭﻣﻘﺒﻼً ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ .. ﻭﻳﻠﻘﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻭﻟﻄﻒ .. ﻭﻳﺆﺗﻰ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ .. ﻳﺮﺷﻔﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻂﺀ، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻛﺮﻭﻣﺔ .. ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺍﻵﻥ ﺗﻨﺸﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻃﻴﺒﺔ ﻋﻦ ) ﺍﻟﻠﻴﻞ ( .. ﻓﻬﻼ ﺃﺳﻤﻌﺘﻨﻲ ﺃﻳﺎﻫﺎ؟
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻓﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﺮﻭﻣﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻧﻬﺾ ﻣﻨﺘﺸﻴﺎً ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﻧﻬﺾ ﻣﻌﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﻟﻪ ﺑﻤﻬﻤﺔ ) ﺍﻟﺸﻴﺎﻝ ( ﺃﻭ ) ﺍﻟﻜﻮﺭﺱ ( ... ﻭﺑﺪﺃ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻭﻳﺮﺩﺩ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ..
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍً ساهيا... ﺍﻟﻠﻴﻞ ... ﻛﻢ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺴﺒﻴﺢ ﻭﺗﻬﻠﻴﻞ ...
ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﻛﺮﻭﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻧﺒﺮﺍﺕ ﺳﺎﺣﺮﺓ ) ﺑﺤﺔ ( ... ﺁﺳﺮﺓ ..
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﺻﺎﺭ ﻟﻴﻚ ﻣﻌﺎﻫﺪ
ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻨﺎﻣﻮ ﺯﺍﻫﺪ
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ !...
ﻭﻳﻬﺘﺰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ... ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺗﻤﻠﻜﺘﻪ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ .. ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ .. ﺻﺎﺡ ... ﺍﻟﻠﻪ ..الله ...الله ! ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ .. ﺍﻟﻠﻪ ! ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻜﻔﺄ ﻋﻠﻰ ) ﺍﻟﺘﺒﺮﻭﻗﺔ ( ﻣﻐﺸﻴﺎً ﻋﻠﻴﻪ !
ﻭﻳﺴﺮﻉ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻜﺮﻭﻣﺔ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻔﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻛﺘﻤﺜﺎﻟﻴﻦ ﺟﺎﻣﺪﻳﻦ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﻫﺸﺔ .. ﻭﻳﺼﺤﺒﺎﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﻴﻜﻤﻼ ﻟﻴﻠﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺱ .. ﻭﻳﺘﺮﻛﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻴﻖ ﻣﻤﺎ ﻏﺸﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺭﻙ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻤﻖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ .. ﻭﻟﻴﻜﻤﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺗﻬﺠﺪﻩ ﻭﺫﻛﺮﻩ.