لمــــــــــــاذا التصوُف :

ودالشكيري



التصوُف هو الإخلاص والوفاء والمحبه الصادقه لله سبحانه وتعالي.
بهذا الفهم الجميل اعتنق الناس هذا المذهب .
وللمتصوفه اساليب وفلسفه في حياتهم مثلاً
الشيخ العارف بالله ابوالحسن الشازلي كان اسلوبه في الحياة الجمال، كان يلبس جميلاً ويأكل جميلاً ويشرب جميلاً  ،ويروي لنا التاريخ انه ذات مرةً عند مجلسه حضر اليه احد المتصوفه الزهاد، فقال للشيخ الشازلي : اهذا ثوبُ يعبد فيه الله(يقصد غلاء ثمنه ) فقال الشيخ ابو الحسن الشازلي ولماذا ياهذا ........... إنّ ثوبي ينادي علي بالغني عن الناس وثوبك ينادي با لحوجة اليهم ___________ ومرةً اخري عندما جاءه ضيفاً فقدم له ماءً باردا فكان الضيف من المتصوفه الذين كانت فلسفة حياته الزهد والبعاد عن عن ملزات الدنيا فأ خذا كوب الماء ووضعه في الشمس ، فقال له الشيخ الشازلي ويحك ياهذا انها بارده فاشربها هكذا ، فقال له اذا شربتها باردة فانها سوف تصبح نعمة كبيره لا استطيع ان احمد عليها ربي فما كان الشازلي الا ان ردّ له والله لوكان شربتها باردة وحمدت الله عليها لكنت انتزعت الحمد انتزاعا بحق وحقيقه.

وقال سبحانه في سورة الحديد ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ 
فإن فلسفة الزهد في متاع الدنيا الزائل عند الصوفيه واضحة جدا حتي في عصرنا الواضح وهي دلاله عن التواضع لله سبحانه وتعالي وزلة النفس له فتري كثرا من الصوفيه يصفون انفسهم في مدائحهم بأوصاف تحقيريه مثلا عند الشيخ البرعي وحاج الماحي والشيخ عائس والشيخ التهامي وتحضرني بعض قصائده ( تهامي قال عاطل. وتهامي البوامي ويأكل ماشبعان ) كلها تعابير تزل النفس من أجل الا يفتتنوا في الدنيا وتزكيرها  سيدنا عمر وهو على المنبر كان يخطب ، قطع الخطبة بلا مبرر ، وقال : " يا عُمير كنت راعياً ترعى على قراريط لبني مخزوم ، وأكمل الخطبة ، شيء غريب ، ليس هناك داعٍ لقطع الخطبة ، فلما نزل سُئل : " يا أمير المؤمنين لمَ قلت ما قلت ؟ " ، قال : جاءتني نفسي فقالت لي : أنت أمير المؤمنين ، ليس بينك وبين الله أحد ، يعني أنت قمة المجتمع ، أردت أن أعرفها نفسها حيث كنت راعياً أرعى الإبل على قراريط لأهل مكة .
ونجد من المتصوفه من هوسائحا خاليا بنفسه مع الله بعيدا عن الكل مثل الشيخ بشر الحافي وابراهيم بن ادهم وكثرين من اعلام المتصوفه تركوا متاع الدنيا بعد أن خبروا انها لاتغني ولاتسمن ، وأن الصوفي بشر الحافي خرج من بيته حافيا لله سبحانه حتي وفاته فكان لذالك قصة وهو :كان بشر من العابثين اللاهين غير الآبهين لشيء, وفي ليلة كان يلهو مع رفاقه يشربون ويمرحون , فمرَّ بهم رجل صالح , فدقَّ الباب , فخرجَت إليهِ جارية , فقال لها: صاحب هذا  الدار حرُّ أم عبد ؟ قالت : بل حُرّ , قال : صدَقْتِ , لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية , فَسَمِعَ بِشر مُحاورَتُهُما , فسارع إلى الباب حافياً حاسراً , قد ولَّى الرَّجُل , فقال للجارية : ويحك! من كلَّمكِ وماذا قال لكِ ؟ فأخبَرَتْهُ بما جرى , فقال : أي ناحية أخَذَ هذا الرّجُل ؟ قالت : كذا , فَتَبِعَه بِشر حتّى لَحِقهُ , فقال له : يا سيدي أنت الذي دققت الباب وخاطبت الجارية ؟ قال : نعم , , قال : أعد علَيَّ الكلام , فأعَادَهُ عليهِ فَمَرَّغَ بِشر خدَّيهِ على الأرض فقال : بل عبد ! ثمّ هام على وجهه حافياً حاسراً , حتى عُرِفَ بالحَفاء فقيل له : لِمَ لا تلبسُ نعلاً , قال لأنّي ما صالَحَنِي مولاي إلاّ وأنا حافِِ فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات

كانت هذه فلسفة الصوفيه في الحياة واسلوبهم وكل حسب نياته فتجد من يلبس جميلا ويأكل ويشرب من باب وأما بنعمة ربك فحدث وان الله يريد ان يري اثر نعمته علي عبده كا لشيخ ابو الحسن الشازلي  . وتري من هو زاهدا بعيدا عنها من باب انها متاع الغرور . لهذا كان منهج التصوف هو المنهج الوسطي الذي ترتاح معه فطرة الانسان السويه السليمه

فيس بوك
0تعليق

0 تعليق:

ملاحظاتكم تجعلنا نتقن أكثر

تعليقات الفيس بوك